شهد ميدان التحرير منذ الساعات الأولى من صبيحة الأمس، اجتياح الآلاف من المتظاهرين، للميدان للمشاركة في مليونية الجمعة، التي تحمل اسم "الكارت الأحمر"، والتي دعا إليها 21 حزبا وحركة سياسية وثورية للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري، وكذا إلغاء الاستفتاء على الدستور، الذي دعا إليه الرئيس مرسي في خطابه، وشهد الميدان تدفق العديد من المسيرات القادمة من مختلف مدن القاهرة، مرددين العديد من الهتافات الرافضة لحكم الرئيس محمد مرسي، والمطالبة بإسقاطه وأبرزها "الشعب يريد إسقاط مرسي والإخوان"، و"ارحل"، وطالبوا بإسقاط الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، نهاية نوفمبر الماضي، كما طالبوا بوقف الاستفتاء على مسودة الدستور الحالية، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، ولم يتوحد المشاركون في هذه المليونية في شعاراتهم فقط، بل في الأجواء المشحونة والحزن باد على وجوه الجميع عما ما فقدته مصر ليلة الأربعاء، والغضب الذي كان يسيطر على الجميع والذي ظهر من خلال الهتافات المناهضة والشعارات التي عرفتها اللافتات المحمولة.
صفوت حجازي : "لا برادعي لا صباحي.. الشعب المصري صاحي صاحي
صاح الشيخ صفوت حجازي، رئيس مجلس أمناء الثورة، أمس خلال مشاركته في تشييع "شهداء قصر الاتحادية"، بالكثير من الشعارات المناهضة لمعارضي الرئيس مرسي، واعتبر أن من خرج معارضا، كان من الفلول، مرددا عبارات "يا للذل ويا للعار، الفلول عاملين ثوار"، و"شهداء، أبرار، حنكمل المشوار"، و"يا شهيد اتهنى، اتهنى واستنانا علىباب الجنة"، وكذا "لا برادعي ولا صباحي، الشعب المصري صاحي صاحي".
المعارضة المصرية ترفض نداء مرسي
أعلنت أبرز قوى المعارضة المصرية أمس الجمعة رسميا رفضها المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس محمد مرسي والذي كان مقررا ظهر اليوم السبت في القصر الرئاسي، حيث أكدت جبهة الإنقاذ الوطني في بيان لها -تلقت الشروق نسخة منه- رفضها حضور الحوار الذي اقترحه الرئيس مرسي وذلك حسبها "لتجاهله طرح المطالب الأساسية للجبهة المتمثلة بضرورة إلغاء الإعلان الدستوري بأكمله وإلغاء قرار الرئيس بالدعوة للاستفتاء على الدستور"، وأكدت أنها مستمرة في "الدفاع عن حقوقها وحرياتها" باستخدام "كل الوسائل المشروعة".
خطاب مرسى يرفع سقف مطالب الشارع المعارض
عبارة "الخطاب مستفز"، تتكرر على أسماعك وأنت تتجول في شوارع القاهرة، بعيدا عن الطبقة المثقفة والنخبة، ووصفوه بأنه مصر "على أن يكون الاستفتاء فى موعده رغم معارضة أغلبية الشعب له"، ورأى البعض أن الرئيس مرسى لم يف بوعوده على أرض الواقع، وأنهم كانوا ينتظرون تنفيذ كلامه الذى قاله قبل انتخابه كرئيس للجمهورية، مستشهدين بإصراره على الإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور رغم المعارضة التى يلقاها، وحملوا الرئيس الدماء التى أريقت ليلة الأربعاء، وعلق البعض "مرسي سكت دهرا ونطق كفرا"، فيما قال البعض "ليته لم يخطب، لأنه لم يتطرق إلى المذابح التى حدثت فى الاتحادية"، ونتيجة هذا الخطاب وما حمله من تخييب للآمال، عرفت شعارات المتظاهرين ضد الرئيس، ارتفاعا في سقف المطالب، فمن الغاء الاعلان الدستوري، إلى الغاء الاعلان والاستفتاء عليه، وكذا معاقبة المتسببين في مذبحة الاربعاء، كما شهدت شعارات أخرىعبارات حملت أيام مبارك والمجلس العسكري والمتعلقة بإسقاط النظام ورحيله.
الإخوان يتوعدون... المعارضة تتوعد
من المشاهد المحزنة والمؤسفة التي تعرفها مصر هذه الأيام، هي لهجة التهديد والوعيد التي طغت على المشهد السياسي وامتدت لتؤثر على الشباب المتظاهر، ففي الوقت الذي سقطت فيه العديد من أرواح الأبرياء المتظاهرين، راحت قيادات الإخوان أمس واثناء تشييعها لجنازة من فقدتهم، من أمام الأزهر، تهدد المتظاهرين المعارضين، وتقول إنهم يريدون قلب الشرعية الشعبية، وأنهم لن يسكتوا، وسيصعدون الرد في المرة القادمة، وأنهم لن يسمحوا في كل قطرة دم سقطت من شباب الإخوان، من جهتها المعارضة، أكدت في بيانات عديدة أمس، أنها لن تسكت وأنها ستعتصم أمام قصر الرئاسة، حتى يقتص الرئيس مرسي منالمتسببين في الأحداث المؤسفة التي شهدتها مصر، وكذا إصرارهم على إسقاط الاعلان أواسقاط الرئيس.
0 commentaires:
إرسال تعليق